عرض أستاذ العلاج النفسي ورئيس قسم الدراسات النفسية بجامعة عين شمس د.جمال شفيق أسباب مشكلة عدم وجود جسر للتفاهم بين المراهقين والوالدين.
أشار إن السبب في حدوث هذه المشكلة يكمن في إختلاف مفاهيم الآباء عن مفاهيم الأبناء، وإختلاف البيئة التي نشأ فيها الأهل وتكونت شخصيتهم خلالها وبيئة الأبناء، وهذا طبيعي لإختلاف الأجيال والأزمان، فالوالدين يحاولان تسيير أبنائهما بموجب آرائهما وعاداتهما وتقاليد مجتمعاتهما، وبالتالي يحجم الأبناء عن الحوار مع أهلهم، لأنهم يعتقدون أن الآباء إما أنهم لا يهمهم أن يعرفوا مشكلاتهم، أو أنهم لا يستطيعون فهمها، أو أنهم -حتى إن فهموها- ليسوا على إستعداد لتعديل مواقفهم.
وأوضح أن معالجة هذه المشكلة لا تكون إلا بإحلال الحوار الحقيقي بدل التنافر والصراع والإغتراب المتبادل، ولا بد من تفهم وجهة نظر الأبناء فعلاً لا شكلاً بحيث يشعر المراهق أنه مأخوذ على محمل الجد ومعترف به وبتفرده -حتى لو لم يكن الأهل موافقين على كل آرائه ومواقفه- وأن له حقاً مشروعاً في أن يصرح بهذه الآراء.
وأضاف إن الأهم من ذلك أن يجد المراهق لدى الأهل آذاناً صاغية وقلوباً متفتحة من الأعماق، لا مجرد مجاملة، كما ينبغي أن نفسح له المجال ليشق طريقه بنفسه حتى لو أخطأ، فالأخطاء طريق للتعلم، وليختر الأهل الوقت المناسب لبدء الحوار مع المراهق، بحيث يكونا غير مشغولين، وأن يتحدثا جالسين، جلسة صديقين متآلفين، يبتعدا فيها عن التكلف والتجمل، وليحذرا نبرة التوبيخ، والنهر، والتسفيه.
الكاتب: مني إمام.
المصدر: جريدة أخبار اليوم المصرية.